متحف نجيب محفوظ فى أحضان القاهرة التاريخية.. مكتبة متخصصة فى الأدب.. وقاعات سمعية ومشاهدة بصرية

658

على بعد أمتار من قلب القاهرة يقع متحف نجيب محفوظ أديب نوبل حيث يعتبر المتحف قطعة حية من الفن والتاريخ، يجسد فيها مراحل حياة الأديب الكبير.. المتحف يعد أحد المنابر الثقافية الجديدة الذي انتظرنا طويلًا حتى تقرر فتح أبوابه للجمهور عقب افتتاحه فى منتصف يوليو الماضى.
بقعة للضوء
صرح الكاتب يوسف القعيد بأن افتتاح متحف نجيب محفوظ، يعد حلمًا طال انتظاره لأكثر من 12 عامًا، منذ وفاة الكاتب الكبير، مضيفًا: “لا أعتبر هذا المتحف متحفًا لنجيب محفوظ وإنما هو بقعة للضوء والاستنارة ولكل الأفكار التي أخلص لها أديب نوبل الراحل”.
وطالب القعيد، بضرورة فتح الباب الرئيسي للمتحف وهو الباب المواجه لشارع الأزهر، بدلًا من الشارع الخلفى حتى يعرف الجمهور العادي مكان المتحف ويزوره، كما طالب بضرورة أن تتم إقامة أنشطة فى الأماكن التي عاش بها نجيب محفوظ فى الجمالية وخان الخليلي وزقاق المدق وغيرها من الأماكن، وأن يخرج من القاعات الضيقة إلى الآفاق الرحبة.
مركز إبداع
فيما صرح الدكتور فتحى عبدالوهاب رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية بأن متحف نجيب محفوظ سيكون بمثابة مركز إبداع جديد يضاف إلى مراكز الإبداع التي يديرها الصندوق، وبالتالي سيكون له برنامج ثقافى محدد سيعلن عن الجزء الخاص بهذا الشهر يليه برنامج جديد مستقل كل شهر.
موضحا أن تكية أبو الذهب مبنى أثرى تم تخصيصه لوزارة الثقافة عام 2012 ليكون متحفا للأديب العالمي نجيب محفوظ وبناء عليه تم التعاقد مع شركة مقاولات عام 2016 لبدء العمل فى تطوير التكية، وذلك نظرا لوجود بعض المعوقات والعقبات التي كانت السبب فى تأخير العمل بهذا المشروع نظرا لأن التعامل مع المبنى الأثري يختلف عن التعامل مع أي مكان آخر وذلك للحفاظ على الأثر.
وأشار إلى أن إحدى العقبات التي عطلت المشروع وجود صهاريج للمياه أثناء تركيب أسانسير وهذه الصهاريج كانت موجودة لخدمة السبيل بالتكية وهذه العقبة تم التعامل معها من خلال الرجوع للجنة الدائمة وأخذ رأيها، ومنذ بداية شهر أغسطس العام الماضي أتممنا استيفاء كل الأوراق وتم التغلب على كل العقبات وأخبرتنا الشركة المنفذة أنها ستنتهى من إنجاز الأعمال المسندة إليها والتطوير فى أقرب وقت وبالفعل المكان الآن اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل التطوير ومن يزور هذا المكان الآن يجده مختلفًا تمامًا عما كان عليه قبل أعمال التطوير.
القاهرة التاريخية
المؤكد أن متحف نجيب محفوظ بكل رمزيته يكتسب طابعا عالميا مع الاهتمام الكبير من جانب قرائه فى كل مكان بالعالم، بإبداعات هذا المصرى الحاضر بروائعه الروائية والقصصية وشأنه شأن كبار المبدعين فى العالم فان أحد أهم اسباب الشغف برواياته أنها “روايات قابلة لتأويلات مختلفة وتفسيرات متعددة”ويصنف متحف نجيب محفوظ كمتحف مفتوح، ويضم المقتنيات الخاصة لصاحب نوبل، تخليدًا لذكراه، لكون ذلك المتحف هو الراوي الرئيسي لمسيرة نجيب محفوظ الذي يدوي صوته فى أكثر الأماكن قربًا لقلبه وهي «القاهرة التاريخية»… مصدر إلهامه. يمكن المتحف اليوم أي زائر مهما كان مستواه الثقافى و مهما كان عمره، من التمتع بمختلف القطع المعروضة والاقتراب من الأديب العالمي نجيب محفوظ، مما يمكنه من الشعور بقيمة المعروضات وتخيل عالم محفوظ عن قرب. وتشرفت تكية أبو الدهب الأثرية باختيارها متحفًا للأديب الراحل، ففى منطقة القاهرة التاريخية وعلى بعد أمتار من الجامع الأزهر ومنطقة الغورية يقع متحف نجيب محفوظ، ووقع الاختيار على هذه المنطقة نظرًا لقربها من المنزل الذي ولد فيه صاحب نوبل بحي الجمالية فى القاهرة، ولأن المكان يتوسط منطقة القاهرة التاريخية التي استوحى منها الأديب الراحل شخصيات وأماكن أغلب رواياته.
أصل المتحف
شرع فى إنشاء التكية الأمير محمد بك أبو الدهب سنة 1187 هجرى 1703 ميلادي، وكان وقتها الذراع اليمنى لعلى بك الكبير وصهره وقد أخذ على بك الكبير يوليه المناصب حتى تولى منصب الخازندار وهو المسئول عن خزانة الدولة ومن شدة فرحه بهذا المنصب عندما ارتدى الخلعة بالقلعة صار ينثر الذهب على الفقراء فى طريقه إلى منزله ومن هنا سمى بأبو الذهب، وعظم شأنه فى وقت قصير إلى أن انفرد بإمارة مصر.
«تكية أبو الدهب» مصدر إلهام نجيب محفوظ
تكية أبو الدهب كانت محكى روايات الثلاثية « قصر الشوق وبين القصرين والسكرية» وهي الشكل الملهم لهذه الأماكن التي عايشت الثلاثية، ويشمل المتحف مقتنيات لنجيب محفوظ مهداة من أسرته وبعض المقتنيات الشخصية له ومؤلفاته وكل هذا سيتم عرضه، بالإضافة إلى أنه سيشمل مكتبة متخصصة فى الأدب، وقاعات سمعية ومشاهدة بصرية لخدمة المنطقة بخلاف مكتبة عامة، وجار التنسيق مع جهات أخرى مثل الإذاعة والتليفزيون وغيرها من الجهات التي لديها مواد متعلقة بالأديب العالمي نجيب محفوظ لعرضها بالمتحف، وهذا بخلاف وجود أنشطة متنوعة على مدار أيام الأسبوع وندوات ثقافية وهذا البرنامج سيتم ترتيبه بناء على رؤية الجهة أو الأشخاص الذين يديرون المتحف .
بداية إنشاء
مجموعة «أبو الدهب»
بدأ إنشاء مجموعة محمد بك أبو الدهب والتي تضم الجامع والسبيل والكتاب والتكية فى عام 1774 م – 1188 هـ، وأنشىء الجامع ليعاون الأزهر فى رسالته العلمية، واختير للتدريس فيه أجل العلماء وألحقت به مكتبة تضم 1292 كتاباً فى شتى العلوم ومعظمها كتب نادرة، وألحق بالجامع مكتبة للطلبة الأتراك وسبيلاً وحوض لشرب الدواب. أنشأ المجموعة الأثرية الأمير محمد بك أبو الدهب – أحد أمراء مصر العظام الذين قاموا بدور خطير فى سياستها. تم إسناد أعمال تجهيز تكية أبو الدهب لتصبح متحفا ومركز إبداع نجيب محفوظ وتم البدء فى تنفيذ المشروع منذ أغسطس 2016.
مقتنيات متحف نجيب محفوظ
مكتبة تضم مجموعة كبيرة من الكتب والتراجم من مكتبة “محفوظ” الشخصية فى منزله حيث تضم مكتبته الشخصية 1091 كتاب، أما الكتب المهداة للمتحف فبلغت 779 كتابا.
مقتنيات الأديب الراحل الشخصية (ملابسه الشخصية – الشهادات والجوائز – القلادات – الإهداءات – قلادة النيل – جائزة نوبل – ميداليات ونياشين – صور تذكارية للأديب الراحل مع الزعماء والشخصيات العامة – هدايا تذكارية مختلفة من شخصيات عامة )
يتكون المبنى من دورين، بالإضافة إلى الدور الأرضي، والذي يضم: أمن واستقبال – السبيل – مكتبتين لمؤلفات نجيب محفوظ بالعربية وأخرى باللغات الأجنبية، بالإضافة إلى مكتبة سمع بصرية.
كما يضم الدور 2 فصل دراسي (لدراسة السيناريو – فصل لدراسة الكتابة الإبداعية) .

التعليقات متوقفه