فزع وصرخات تهز خط الدفاع الأخير للفقراء المصابين بالمرض الخبيث في مصر!

542

تقرير يكتبه عبدالوهاب خضر:

في الساعات الأكثر ظلمة في ليل الأحد الاثنين، استيقظ مئات من مرضى السرطان، الذين لا ينامون إلا بمسكنات قوية، مفزوعين إثر وقوع انفجار ضخم هز أرجاء معهد الأورام الحكومي بالقاهرة، والذي يعد خط الدفاع الأخير للفقراء المصابين بالمرض الخبيث في مصر..حسب وصف لقناة “سكاي نيوز”
وأسفر الحادث، الذي أدى إلى تحطم 10 سيارات عن مقتل 20 شخصا وإصابة العشرات، فيما أعلنت وزارة الداخلية في وقت لاحق أن التحقيقات توصلت إلى أن إحدى السيارات في حادث التصادم أمام معهد الأورام كان بداخلها كمية من المتفجرات المعدة لتنفيذ عملية إرهابية.وقالت الوزارة في بيان إن التقديرات تشير إلى أن السيارة، التي كانت تسير في عكس الاتجاه كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لاستخدامها في تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية.وأضافت أنه كان مُبلّغا عن سرقة السيارة من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر.وبينما كانت كرات اللهب تتطاير ملحقة أضرار بواجهة مبنى المعهد ومدخله الرئيسي، سارع المسؤولون في معهد الأورام إلى نقل المرضى المفزوعين في جوف الليل إلى مستشفيات قريبة، وسط مخاوف من تعرضهم للتلوث الناجم عن الدخان.
وحسب نفس تقرير “سكاي نيوز” شوهد الممرضون وأقارب الأطفال المصابين بالسرطان وهم ينقلونهم إلى الخارج بينما كانت لواصق الحقن والمحاليل الطبية في أذرعهم.وافترش بعض الأهالي الأرصفة في انتظار قدوم سيارات الإسعاف لنقل الأطفال المرضى، بينما كانت علامات الخوف والذهول شاخصة عليهم.
ولم يصب أي من المرضى في التفجير، لكن الفاجعة التي أودت بحياة 20 شخصا على الأقل أضافت إلى معاناة هؤلاء المرضى الذين شاهدوا الموت يحوم حولهم خارج جدران المعهد ويحصد أرواح أبرياء تصادف مرورهم بسيارتهم وقت الحادث.ونقلت وكالة رويترز عن شاهد أُصيب في الواقعة يدعى علي جابر “العربية عمالة تولع قدامي والعربيات اللي ورا كلها عمالة تولع إحنا الحمد لله أقل خساير.. الناس إلي ورا كلهم ماتوا.. تلات أرباعهم أطفال”.
وقالت ساكنة في حي المنيل القريب من الموقع، وتدعى سلوى، “صوت رزعة (اصطدام).. قنبلة شديدة.. مش عربيتين خبطوا في بعض أبدا.. أكيد العربية دي فيها حاجة متلغمة”.
وقالت وزارة الداخلية إن حركة حسم التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابية وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة استعداداً لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.
وأكد الرئيس السيسي أن حاد الحادث ناجم عن عمل إرهابي، قائلا في تغريدة إن “الدولة المصرية بكل مؤسساتها عازمة على مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره متسلحة بقوة وإرادة شعبها العظيم.”
وادان مفتي مصر شوقي علام، الحادث الإرهابي ، قائلا إن “تلك الجماعات الإرهابية لا تراعي حرمة الدماء ولا الشهر الحرام، بل كل هدفها أن تسفك دماء الأبرياء وترهب الآمنين، وتثير الاضطراب بين الناس”.
وفي بيان له تقدم حزب التجمع بخالص التعازي للشعب المصري، ولأسر الشهداء الذين راحوا ضحية الحادث الإرهابي الجبان أمام معهد الأورام فى محيط منطقة القصر العينى مساء أمس الأحد 4 أغسطس 2019، ودعا بالشفاء العاجل للمصابين، ويؤكد على موقفه السياسي الرافض لمخططات الإرهاب الإخواني المتستر بالدين، ويدعو الدولة المصرية بكل مؤسساتها الأمنية والسياسية والثقافية إلى ضرورة تشديد جهودها لمواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره، ويدعو القوى الوطنية من أحزاب سياسية ومنظمات نقابية ومؤسسات ثقافية إلى ضرورة القيام بدورها الوطني الفكري والسياسي والثقافي في مواجهة خطر العنف والتطرف والطائفية والإرهاب ومنظماتها، ومواجهة مخططاتها المستمرة في هدم وتفكيك الدول الوطنية على طريق إقامة دولة الخلافة الداعشية.ويرى حزب التجمع أن المواجهة الشاملة للإرهاب مهمة وطنية وشعبية ملحة، تتطلب تضافر وتنسيق الجهود الشاملة، الأمنية والسياسية والاجتماعية والإعلامية والثقافية، وتضافر جهود القوى السياسية والنقابية والعلمية، الوطنية والشعبية ومؤسسات الدولة المختلفة، لمواجهة الإرهاب المسلح بالفكر، ومنظماته وميليشياته المسلحة بالمال والمتفجرات وأسلحة الدمار الشامل.
وتقول “الداخلية” إن حركة حسم التابعة لتنظيم الإخوان متورطة في العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت مرافق أمنية ومدنية.لكن التفجير الذي وقع أمام المعهد العريق الذي يعالج سنويا نحو 25 ألف مريض سنويا مجانا، أظهر وجها بلا رحمة للإرهاب.
بدأت هذه الحركة ظهورها وعملياتها الدموية في مصر في 16 يوليو 2016، حيث أعلنت مسؤوليتها عن محاولة اغتيال مفتي مصر السابق علي جمعة.
حاولت الحركة في 29 سبتمبر 2016 قتل زكريا عبد العزيز أحد كبار مساعدي المدعي العام بينما كان عائدا من مكتبه في شرق القاهرة، بواسطة قنبلة لكن العملية فشلت، على الرغم من إصابة أحد المارة.
وأعلنت الحركة في 4 نوفمبر 2016 مسؤوليتها عن محاولة اغتيال القاضي أحمد أبو الفتوح في مدينة نصر، وهو أحد القضاة الثلاثة الذين حكموا على الرئيس المخلوع بالسجن عشرين عاما في عام 2015.
وأعلنت الحركة يوم 9 ديسمبر 2016 مسؤوليتها عن هجوم استهدف نقطة تفتيش على الطريق الرئيس بالقرب من مجمع أهرامات الجيزة على مشارف القاهرة، أسفر عن مقتل ستة من ضباط الشرطة.
وأصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة حكما في 11 فبراير 2016 يقضي بحظر حركة حسم ومصادرة أموالها ومقراتها، على خلفية تبنيها أعمالا توصف بالإرهابية في مصر.
وتعد حركة “حسم” تابعة للإخوان المسلمين، حيث تستغلها الجماعة كواجهة إعلامية تنسب إليها عمليات العنف التي تنفذها.

التعليقات متوقفه