فى وداع صانع البهجة فـاروق الفيشــــاوى.. بيــــن الحــــب والإبــــداع

760

وقد سيطرت حالة من الحزن والصدمة على الوسط الفني والنقاد والجمهور معا لغياب الفنان فاروق الفيشاوى عن الحياة.
طاقة إبداعية
قال المخرج السينمائى على الغزولى: الفيشاوى يعد واحدا من أبرز الممثلين المجتهدين، وله مواقفه وانحيازاته السياسية المحترمة، وله أيضا أدوار رائعة لا تنسى لأنها جاءت ضمن أعمال سجلت أهميتها فى تاريخ السينما والدراما المصرية والمسرح، ومنها : المسلسل المتميز “أبنائى الأعزاء.. شكراً”، ودوره الشهير فى مسلسل “ليلة القبض على فاطمة”، كما شارك فى مسلسل “القضية 80”، إلى جانب شخصية الريس حسن فى مسلسل “الأصدقاء”، وسنقر فى مسلسل “الحاوى”، وعلي الزيبق.
يواصل الغزولى قائلا: من علاماته الفارقة فى السينما المصرية كان مع “عادل إمام” و”سعاد حسني” فى فيلم “المشبوه” حيث حقق الفيلم نجاحاً غير مسبوق لجميع نجوم العمل وفى القلب منهم الفيشاوي الذي قام بدور ضابط المباحث، كما تنوعت أدواره فى “الباطنية” و”غداً سأنتقم” و”عذاب الحب” و”فتوة الجبل” و”غاوي مشاكل” و”الأشجار تموت واقفة”.. حصد الفيشاوي الكثير من الجوائز والتكريمات طيلة مسيرته وكان الوجه الأبرز فى افتتاح أغلب المهرجانات الفنية العربية، حيث نال جائزة المجلس القومي لحقوق الإنسان لأفضل الأعمال الفنية والإعلامية، كما حصل على جائزة أفضل ممثل من الأكاديمية الافريقية السينمائية عن فيلم ألوان السما السبعة، ودرع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي من الملتقى العربي الرابع للمنتجين العرب.
زمن العمالقة
صرح الناقد الفنى طارق الشناوى، بأن فاروق الفيشاوى فنان عظيم وصاحب مسيرة عطاء كبيرة تجاوزت 40 عاما، مشيرا إلى أنه يذكره بعمالقة الزمن الجميل أمثال القدير عبد الله غيث، وسيدة المسرح العربى سميحة أيوب.
مؤكدا بأن الفيشاوى كان جريئا لا يخشى أبدأ أن يعبر عن آرائه السياسية بكل قوة وعن اقتناع تام وحتى وإن اصطدم بآراء مغايرة، وقال الشناوى “مكنش عمره بيماين علشان مصالحه تمشى”، وأنه أعطى نموذجا لقوة الإرادة والتحدى والمقاومة لآخر نفس وذلك على الرغم من إعلانه أكتوبر الماضى عن إصابته بمرض السرطان فى إفتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائى، إلا إنه ظل يتابع عمله حتى إنه وصف مرضه بمهرجان الجونة الماضى “بإنه شوية صداع وهيروحوا لحالهم”.. المعروف أن أول أدواره التليفزيونية كانت فى منتصف الثمانينات فى مسلسل “أرض النفاق” ليتواجد بعدها فى فيلم “الحساب يا مدموزيل” وقد قام بدور “شريف”، كما ظهر فى مسلسل “الحب فى طريق مسدود”، وفى 1978 كانت له مشاركات فى فيلمي “بدون زواج أفضل” و “ثالثهم الشيطان”.
وفى عام 2000 برز فى سبعة أفلام سنيمائية منها “سوق المتعة، حبيبتي من تكون، الشرف، ورجل له ماضي” وفى مسلسل خيال الظل، ومسرحية اعقل يا دكتور، كما شارك فى هذه السنة فى أوبريت القدس ح ترجع لنا، إلى جانب كبار نجوم مصر الذين قرروا التعبير عن غضبهم من الاحتلال وتأييدهم للشعب والقضية الفلسطينية.
يصف المخرج المسرحى مراد منير إنسانية ونبل وشهامة الفيشاوى على حسابه فى صفحة التواصل الإجتماعى فيسبوك ويقول: “ بعتله نص المسرحية.. وكلها ساعتين لقيته بيكلمنى وصوته بيغرد بالفرح.. ايه النص البديع ده ؟ قعدنا نحكى ونضحك ييجى ساعتين.. تعالالى بكره بس هات معاك زوجتك فايزه كمال ويوسف وليلى. ايه الراجل الحلو ده ؟
وفى بيته الجميل زيه، خطف منى يوسف وليلى ونزلهم حمام السباحة وقعد يضحك معاهم لغاية ما شبعوا عوم. ما سابهمش ايه الراجل الحنين ده ؟
ياللا ناكل.. وليمه مذهلة ولقيت ناس جايه معزومه على شرفنا.. ما اكلش.. كان بيأكل ولادى بايده الطيبة.. النجم الكبير ده كان بيعدى على كل واحد ليطمئن اننا سعداء.. اخد ليلى وغسلها ايدها بنفسه.. ايه الراجل الكريم المتواضع ده ؟
اربع شهور بروفات معايا كان وجوده زى الحلم الرايق. قبل العرض بكام يوم حط فى ايدى آلافات كتير من الجنيهات.. ايه دول ؟ وزعهم يامراد على الولاد المجاميع.. تعبوا معانا قوى. وراح للنجوم لطفى لبيب ومحمود الجندى وفايزة كمال.. لقيتهم بيدونى آلافات للولاد.. اتوزعت الفلوس ع الولاد فبكى بعضهم فرحا ودعوا له. ايه الراجل اللى مالوش زى ده ؟ انه فاروق الفيشاوى.. الذى ادمى قلبى رحيله.. فاروق الذى لا يقارن ولا يعوض. فى الجنة يافارس الفن الجميل”.
محب للكل
تؤكد الفنانة بشرى على ما قاله المخرج مراد منير حول اهتمام الفيشاوى بالبسطاء، حيث قالت: “الله يرحمك يا استاذ فاروق يا أجدع البشر ياللى ما كنتش بترضى تكمل تصوير غير لما كل العمال تقبض فلوسها و مستحقاتها الأول، وكل الممثلين الصغيرين كمان…يا طيب يا كريم و يا محب للكل يا ابو احمد…ربنا يصبر كل اهلك واحبابك و أصحابك وجمهورك”.
شارك الفيشاوى فى عشرات الأعمال المهمة ما بين بطولة واستضافة، ونجح فى ترك بصمة فى كل منها ومن هذه الأفلام “السطوح، جبروت امرأة، الشيطان يغني، شقة الأستاذ حسن، يوسف وزينب، صديقي الوفي، عندما يبكي الرجال، المحظوظ، الأرملة والشيطان، بيت القاضي” وغيرها الكثير كما شارك فى مسلسل “عصفور فى القفص”. ومسرحيتي “البرنسيسة، والسيدة حرمه”.
ولا ننسى تجربته الأولى فى إذاعة مصر من خلال المسلسل الإذاعي “أشياء لا تباع” إلى جانب كل من “شريهان” و”فريد شوقي”. وشارك فى فيلم “درب الهوى” و”الذئاب” و”برج المدابغ” و”وحوش الميناء” و”كيدهن عظيم”.
أما الفنانة رانيا فريد شوقي فكتبت كلمات مؤثرة قالت فيها “ مع السلامة يا غالي اوي لما كنت بشوفك كنت بحس روح ابويا فيك من كتر حبك له، انت اصلا عمرك ماكرهت حد قلبك ابيض و من اجدع البشر على الارض اللهم أرحم من عجزت عقولنا عن استيعاب فراقهم واجعل قبورهم نوراً وضياء إلى يوم يبعثون. لقد ترك الفيشاوى بصمة فى معظم أعماله السينمائية منها: “المرأة الحديدية، الرجل الصعيدي، ياصديقي كم تساوي، رجل فى فخ النساء، الزوجة تعرف أكثر، لعبة الكبار، العبقري والحب، مهمة صعبة جداً، القرداتي، والهانم بالنيابة عن مين؟ والتحدي، المرأة والقانون، الدنيا جرى فيها إيه، وملف سامية الشعراوي، الإرهاب، الوحوش الصغيرة، اغتصاب، المشاغبات فى خطر، والمرشد”، شارك فى بطولة مسلسل “رجال فى المصيدة”.
العاشق النبيل
المخرج الفلسطيني رشيد مشهاوي عبر عن حزنه الدفين لرحيل الفنان فاروق الفيشاوي، عبر صفحته بموقع فيسبوك، وكتب: “اليوم يوم حزين، يوم رحيل فاروق الفيشاوي، بعد أن أدمنا الحزن العادي، تودع الحياة عاشقها النبيل ليكون الحزن غير العادي، سنحتفظ بالبسمة والضحكة والذكريات رغم الفقدان الكبير، وداعا فاروق، الصديق والإنسان والفنان المحب للحياة لروحه السلام”.

التعليقات متوقفه