لليسار در: «إيران» العدو .. وليست إسرائيل !

148

قام ولي العهد السعودي « محمد بن سلمان» بجولة دبلوماسية وسياسية، استمرت نحو ثلاثة أسابيع فى الولايات المتحدة، التقى خلالها فى واشنطن الرئيس « ترامب ومسئولين سياسيين كبار ورجال أعمال، ووقع إتفاقيات بمئات ملايين الدولارات، وتوجه من واشنطن إلى فرنسا، حيث يوقع على أكثر من (10) مذكرات تفاهم فى مجالات السياسة والطاقة والنقل بين مؤسسات سعودية وفرنسية وسبق زيارته لواشنطن زيارة كل من مصر وبريطانيا.
ولكن الأخطر والأهم فى تحركات ولي العهد، هي العلاقات السعودية مع إسرائيل والتي لم يزرها « محمد بن سلمان « حتى الآن، ولا يوجد اعتراف من جانب المملكة السعودية بإسرائيل، وبالتالي لا يوجد تمثيل دبلوماسي أو علاقات تجارية رسمية بينهما.
ورغم أن « بن سلمان « استبعد إقامة أى علاقات بين السعودية وإسرائيل « إلا بعد السلام مع الفلسطينيين «، إلا أن تصريحات أخيرة للجانبين وممارسات عملية، تؤكد وجود علاقات بين البلدين بحجة وجود عدو مشترك للملكة وإسرائيل هي إيران الطامحة لاستعادة الامبراطورية الفارسية.
يقول ولي العهد السعودي « محمد بن سلمان» فى مقابلة مع التايم الأمريكية خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، رداً على سؤال حول مدى توافق مصالح السعودية مع مصالح إسرائيل « حسنا يبدو أن لدينا عدوا مشتركا « إيران « ويبدو أن لدينا العديد من الأوجه المحتملة للتعاون الاقتصادي، لكن لا يمكن أن تكون لنا علاقة مع إسرائيل قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين، لأن كلا منهما « الفلسطينيون والعرب» له الحق فى العيش والتعايش «.
ولم تنتظر المملكة ورجلها القوى « محمد بن سلمان « حل القضية الفلسطينية، بل إندفعت لإقامة علاقات متنوعة مع إسرائيل، بحجة معارضة توسع نفوذ إيران فى المنطقة، ومعارضة برنامج إيران النووي بإعتباره تهديدا للمنطقة.
فطبقا لصحيفة « نيويورك تايمز» فهناك قرار سعودي بالسماح للقوات الجوية الإسرائيلية بعبور مجالها الجوي لقصف إيران.
وفى مقابلة مع موقع « إيلاف « الإخباري قال رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي إيزنكوت « نحن مستعدون لتبادل الخبرات مع الدول العربية المعتدلة وتبادل المعلومات الاستخبارية لمواجهة إيران «، وأضاف رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي « أن هناك توافقا تاما بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية التي لم تكن يوما من الأيام دولة عدوة، وأعتقد أن هناك توافقا تاما بيننا وبينها بما يتعلق بالمحور الإيراني».
وبعده بأيام قليلة قال وزير العدل السعودي السابق « محمد بن عبد الكريم العيسي» لصحيفة « معاريف» الإسرائيلية، إن « الإرهاب باسم الإسلام غير مبرر إينما كان بما فى ذلك فى إسرائيل «.
ويبدو أن العداء بين السعودية وإيران هو عداء استراتيجي وديني فى آن واحد.
فقرار إيران دعم الرئيس بشار الأسد فى سوريا والتدخل العسكري الروسي حول دفة الحرب فى سوريا لصالح « دمشق».. وفتحت هذه التطورات الباب أمام إمكانية وجود منطقة نفوذ شيعية تمتد على طول الطريق من طهران إلى البحر المتوسط، وهو الأمر الذي تعتبره السعودية والعديد من السنة تدخلا أجنبياً فارسيا فى قلب الشرق الأوسط العربي.
وكشف مسئول سابق بارز فى الجيش الإسرائيلي فى تصريح له فى لندن عن اجتماعين عقدهما مؤخراً مع أميرين سعوديين بارزين، وإنهما أكد له، أنتم أي الاسرائيليين لستم أعداء لنا بعد الآن « وهكذا يجري استبدال العدو التاريخى للأمة العربية، أي « أسرائيل.. بإيران « وهو ما دفع بنيامين نتانياهو للقول أن « نقلة قد حدثت فى العلاقات بين إسرائيل والدول العربية «.
ونشرت صحيفة « ذاتايمز» البريطانية تحقيقا حول تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاكاديمي، ليكون مدخلا لنسج علاقات طبيعية.
وذكرت قناة « سي إن إن « وصحف ومواقع إسرائيلية أن هناك مشاريع اقتصادية مشتركة بين السعودية وإسرائيل تشمل خطوط طيران إلى الرياض، وكذا مد خط سكك حديدية بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي مرورا بالأردن، وبدعم من الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة « دونالد ترامب».
وهكذا يتغير الموقف السعودي 180 درجة فبعد قطع علاقات السعودية مع مصر احتجاجا على توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد ومعاهدة الصلح بين السادات وبيجين، هاهي السعودية تسعى حثيثاً لإقامة علاقات مع إسرائيل بحجة مواجهة « إيران» العدو المشترك !!.

التعليقات متوقفه