المنوفية التلوث المائى بالبحر الفرعونى يقضـــى علــى الثــروة السمكية

325

البحـــر الفرعونى هو‏ من أهم المسطحات المائية فى محافظة المنوفية،‏ ويكتسب أهميته من كونه أحد المصايد السمكية الطبيعية الرئيسية بالمحافظة ويمر بمراكز منوف والباجور وأشمون، حيث يبدأ من الجهة الجنوبية مركز الباجور المطل عليه قرى تلوانة وقلتى وكفر الخضرة ثم مركز اشمون ويضم قرية شنشور ثم مركز منوف ويطل عليه قرى هيت وكفر فيشا ومدينة منوف وكفر العشري.

ويتعرض البحر الفرعونى للعديد من المخالفات والتعديات ومن مصادر متعددة فقد كشفت دراسة ميدانية للدكتور دياب محمد سعد دياب الصعيدى أستاذ الاستزراع السمكى ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة أن مساحة البحر الفرعونى تناقصت حوالي 800 فدان تقريبا نتيجة تعديات الأهالي من ناحية والمحليات من ناحية أخري حيث تبلغ مساحته الآن حوالي 2500 فدان.

ويضيف أن إجمالي عدد وسائل الصيد المرخصة من مكتب الثروة السمكية بمنوف والتي تعمل فى البحر الفرعونى ب 465 وسيلة (مراكب درجة ثالثة) وعدد الصيادين المرخصين وعائلاتهم الذين يعملون بمهنة الصيد حوالى 3000 صياد ويعاونهم 4000 فرد فالإجمالي يقدر بحوالى 7000 صياد ومعاون صيد.

وأشار د.الصعيدي، إلى أن إحصائيات الإنتاج السمكي للبحر الفرعوني فى الفترة من عام 2000 وحتى 2009م انخفضت بشكل كبير وملحوظ فى فى السنوات الأخيرة من ( 0.5 – 1.9 كجم/فدان فى السنة) إضافة إلى أن التركيب النوعي لأسماك البحر الفرعوني اختلف، حيث انقرضت بعض الأنواع مثل البياض والحنشان والراية واللبيس والبنى وقشر البياض والشال والكركور والمبروك ولم يتبقى الا اسماك البلطي والقراميط ويرجع ذلك إلى أن البحر يتلوث من مصادر مختلفة منها الصرف الصحي من محطات الصرف بمنوف وغيرها والصرف الصحي المباشر للأهالي المجاورة للبحر وعربات الكسح، بالاضافة للصرف الصناعي من بعض الأنشطة الصناعية الصغيرة، وبعض المصانع مثل مصنع الجبنة وكذلك صرف ماسورة الروبة بمنوف فى البحر مباشرة بما تحتويه من رواسب ضارة نتيجة غسيل محطة مياه منوف أسبوعياً.

ولفت إلى أن الصرف الزراعي من أهم مصادر التلوث فالصرف المغطى مباشرة يلقى به إضافة للسلوكيات الخاطئة المتمثلة فى إلقاء مخلفات كل القرى المحيطة بالبحر فى المجرى، بالإضافة إلى مقلب الزبالة الضخم فى قلب البحر الفرعونى بمنوف.

وقدم د. الصعيدي، عدة حلــول عاجلة لتقليـل حدة التلوث لمياه البحر الفرعوني وزيادة الاستزراع السمكي به وحــــل أزمــــة الصيادين من خلال وقف صرف مياه الصرف الصحي غير المعالج من محطة الصرف الصحي بمنوف أو تشغيلها بكامل طاقتها لمعالجة مياه الصرف الصحي أو رفع كفاءتها إذا كانت قوتها لا تسمح بمعالجة كل الكميات الواردة إليها من محطات الصرف الأخرى ومنع عربات الكسح الخاصة بالمحليات من إلقاء حمولتها بالبحر الفرعوني، وتدبير مكان آخر لهم وغلق ماسورة الروبة الخاصة بمحطة مياه الشرب بمنوف فورًا على وجه السرعة وتطهير الروبة الموجودة بالبحر حالياً عن طريق مديرية صرف غرب وبتمويل من محطة مياه الشرب والمتسببة فى هذه الروبة وذلك عن طريق الشفط لأن الكراكات العادية الخاصة بمديرية صرف غرب لا تستطيع الوصول إلى هذه الروبة فى عرض البحر والتصدي لجميع التعديات على البحر بمنع إلقاء مخلفات مصانع الجبنة بالمصارف التي تصب فى البحر الفرعوني وإيجاد وسيلة بديلة لهم وإزالة الردم وتوسيع فتحات الكباري بما لا يقل عن نصف عرض المسطح المائي بالنسبة للكباري الموجودة على طول البحر والتي تتسبب فى عدم انسياب المياه، حيث إن عرض الكوبري 4 أمتار فقط وباقي المساحة ردم من الجانبين بعرض المسطح المائي والذي يصل إلى حوالي 150 مترًا فى المتوسط مما يتسبب فى غلق البحر فى هذه الأماكن.وطالب الصعيدى، الوحدات المحلية بمنوف بتوفير مدفن لتدوير القمامة يخصص لمدينة السادات وتغذية البحر الفرعوني بمصدر مياه عذبة جديد سواء من النيل او بعمل أبار ارتوازية على امتداد البحر لرفع منسوب المياه وتخفيف حدة التلوث. وقد تقدم آلاف الصيادين، بقري منشأة السادات ونادر بمركز الشهداء والعديد من القري والمدن الواقعة على فرع رشيد وتطل محافظة المنوفية عليها من الشاطئ الشرقي يعمل به من 1000 إلى 1100 مركب صيد بالمحافطة بالشكوي لوزارة الزراعة بسبب نفوق الاسماك وتدمير الثروة السمكية وتفشي الامراض المزمنة بين الصيادين وهجرة الكثيرين لمهنتهم ومصدر رزقهم الوحيد نتيجة تلوث مياه الفرع بمخلفات المصانع وتحويل الصرف الصحي غير المعالج والذي يصب فى مصرف الرهاوي بمحافطة الجيزة على فرع رشيد مباشرة، إضافة لقيام محطة صرف ابو رواش بإلقاء مخلفاتها غير المعالجة على مصارف فرعية تنتهي أيضاإلي مصرف الرهاوي.

وأكد الصيادون، أن معاناتهم تظهر أكثر مع بدء السدة الشتوية وإنخفاض مياه النيل بالفرع بداية من شهر سبتمبر الى مارس من كل عام.

وفى مركز شبين الكوم، لفت الاهالي الى تلوث خطير لمصرف القرينين والذي يمتد من سبك الضحاك بالباجور وحتي بركة السبع من مصادر متعددة منها الصرف الصحي بجميع القري المطلة على المصرف و صرف مخلفات مجمع المستشفيات بميت خلف دون معالجة نتيجة تعطل محطة معالجة مياه الصرف الصحي بمجمع المستشفيات حيث يقوم المزارعون بري أراضيهم من المصرف حال عدم وجود مياه فى الترع أو عدم وصولها لنهايات الترع.

التعليقات متوقفه