البناء المشترك.. الحل الفعال لنشر شبكات الجيل الخامس!

2

يعد ظهور تقنية الجيل الخامس الجيل الخامس إنجازا كبيرا فى تقنيات المعلومات والاتصالات، التى ستمكن من التحول الرقمى وتسريع النمو الاقتصادى الرقمى فى المستقبل. بفضل القيمة التجارية الضخمة المحتملة لـ الجيل الخامس، أصبح تسريع نشر شبكات الجيل الخامس هو التركيز الأساسى للمشغلين العالميين للاتصالات المحمولة.

ومع ذلك، تواجه الصناعة تحديات فى نشر شبكة الجيل الخامس، يتمثل أحدها فى كيفية تقليل تكاليف إنشاء الشبكات وتشغيلها، وكيفية إفادة مليارات الأشخاص فى المناطق التى لا توجد بها بنية تحتية متطورة لاتصالات الجيل الخامس.

البناء والمشاركة

ولتجنب الإنشاء المتكرر للشبكة من قبل مختلف الشركات، يمكن أن يقلل حل البناء والمشاركة لشبكة الجيل الخامس network co-construction and sharing solution من التكاليف واستهلاك الطاقة، وأن يعمل على تحسين استخدام الطيف بشكل فعال، وتمكين نشر شبكات المحمول المتقدمة بشكل أوسع. كما يمكن أن يوفر هذا الحل وسائل لتقليل انبعاثات الكربون بشكل كبير، وأن يعمل على تسريع تطوير البنية التحتية للمعلومات الرقمية والاقتصاد الرقمي. وسوف يؤدى التعاون بين المشغلين على تطبيق هذا الحل إلى توفير خدمات الجيل الخامس لعدد أكبر من الأشخاص فى وقت أقل وبتكلفة منخفضة.

نموذج ناجح

منذ عام 2019، قامت بعض شركات الاتصالات بتنفيذ هذا الحل المبتكر، ومن بينها شركتا China Telecom و China Unicom اللتان تعاونتا فى تنفيذ حل البناء والمشاركة لشبكة الجيل الخامس، وحققتا نجاحات كبيرة من خلال مشاركة الشبكة الجيل الخامس. وقد واجهت الشركتان فى رحلتهما العديد من التحديات من بينها مضاعفة النطاق الترددى، والتعايش متعدد الترددات، والجمع بين الشبكات، والتنسيق بين الجيلين الرابع والخامس، مع ضمان تجربة مستخدم جيدة عبر الشبكة. بالإضافة إلى ذلك، قامتا ببناء أول وأكبر شبكة مشتركة للجيل الخامس فى العالم، عن طريق تحقيق شبكة مادية واحدة، وشبكتين منطقيتين، وشبكات خاصة متعددة، مع إرساء أساس راسخ للتطبيقات الصناعية واسعة النطاق.

قفزات هائلة

على مدى العقود القليلة الماضية، شهدت صناعة الاتصالات المتنقلة تطورا من الجيل الأول إلى الجيل الخامس، وعلى مدار تلك الفترات كان يظهر للوجود جيل جديد من شبكات الهاتف المحمول (عادة كل عشر سنوات)، مما يؤدى إلى قفزات هائلة فى تكنولوجيا الاتصالات المحمولة. وقامت كل قفزة من جيل لجيل بتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالى، غيرت بشكل كبير الطريقة التى نعيش ونعمل بها. فانتقلنا من عصر الاتصالات التناظرية (التماثلية) إلى الاتصالات الرقمية، ومن خدمات الصوت إلى خدمات البيانات، وزادت إنتاجية شبكات الاتصالات مئات المرات، وخلقت بالتبعية اقتصاد إنترنت مزدهر.

التحول الرقمى

وكغيرها من شبكات الاتصالات المحمولة، لا توفر شبكات الجيل الخامس فقط تجربة غير مسبوقة للمستخدم النهائى فى مقاطع فيديو الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضى (VR) والفيديوهات عالية الدقة (UHD)، ولكنها أتاحت أيضا الاتصال بين الأشخاص والأشياء، وبين الأشياء نفسها. كما أتاحت تلبية احتياجات التطبيقات للصناعات الرأسية مثل المنازل الذكية، والتحكم الصناعى، والمراقبة البيئية.

ولتمكين شبكات الجيل الخامس من الاندماج بشكل أكبر فى جميع مناحى الحياة، يصبح بناء البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس هو مفتاح التحول الرقمى للمجتمع بأكمله.

تغطية معقولة

وحتى الآن، يستخدم ما يقارب 5.3 مليار شخص حول العالم خدمات الهاتف المحمول، وهو ما يمثل 67 ٪ تقريبا من سكان العالم (8 مليارات نسمة). ومن المتوقع أن تزداد نسبة اتصالات الجيل الخامس من 8 ٪ من سكان العالم فى عام 2021 إلى 25 ٪ بحلول عام 2025. الأمر الذى يعنى أن صناعة الاتصالات العالمية مازال أمامها الكثير من التحديات لتحقيق تغطية معقولة للجيل الخامس من أجل تمكين مليارات الأشخاص حول العالم من الاستمتاع بخدمات الاتصالات المحمولة، والاستفادة من المميزات التى توفرها شبكة الجيل الخامس.

البناء المشترك

يعد البناء المشترك لشبكة الجيل الخامس ومشاركتها حلا فعالا لمواجهة هذه التحديات، ليس فقط عن طريق تقليل الاستثمار المتكرر فى الشبكة، ولكن أيضا من أجل تسريع بناء شبكات الجيل الخامس وتعميم الخدمات والقدرات التى يوفرها الجيل الخامس عبر مختلف مناطق العالم. ويوفر البناء المشترك للشبكة وتقاسمها مجموعة من المزايا الأساسية يمكن تلخيصها فى النقاط الأربع التالية:

 

الحد من النفقات الرأسمالية

يتطلب الأداء العالى لشبكة الجيل الخامس استثمارا أعلى فى البنية التحتية للشبكة. لذلك، يصعب على مشغل واحد تحقيق نشر شبكة الجيل الخامس على نطاق واسع فى فترة زمنية قصيرة. ولكن بفضل حل البناء المشترك للشبكة يمكن للمشغلين تنسيق الموارد، وبالتالى توفير أداء أفضل للشبكة من خلال تسريع وتيرة النشر.

 

تكامل موارد المشغلين

فى معظم الأحيان تكون موارد طيف الجيل الخامس متقاربة عن كل مشغل من مشغلى الشبكة، لذلك يمكن توفير مجموعة واحدة فقط من المعدات لعدة شركات لتوفير أداء أفضل للشبكة. علاوة على ذلك، فإنه يمكن استغلال موارد الشبكة لتكمل بعضها البعض إلى حد كبير.

تحسين جودة الخدمات

مع التطور المستمر للاقتصاد الرقمى، يعلق الكثير من المستخدمين الأفراد والقطاعات الصناعية والخدمية آمالا كبيرة على تقنية الجيل الخامس. ولكن عملية التغطية الشاملة للشبكة لا يمكن إلا أن تتم بشكل تدريجى. ومن هنا يعمل حل البناء المشترك للشبكة ومشاركتها على تقصير وقت الانتظار لتوفير خدمة الجيل الخامس، مع تحقيق انخفاض كبير فى نفقات إنشاء البنية التحتية.

الحد من انبعاثات الكربون من المحطات القاعدية

يمكن أن يؤدى البناء المشترك للشبكة والمشاركة فى مواردها إلى تقليل عدد العقد الشبكية بشكل كبير، وتحسين معدل استخدامها، وتقديم المزيد من الخدمات مع زيادة الفوائد الاجتماعية والاقتصادية دون زيادة استهلاك الطاقة، ومن ثم تقليل استهلاك طاقة الشبكة بشكل فعال وتعزيز البيئة والابتكار والتطوير.

تجارب سابقة

منذ عام 2000 عندما بزغ عصر الجيل الثالث، كانت بعض شركات الاتصالات المحمولة فى أوروبا تضغط من أجل تنفيذ حل مشاركة الشبكة، ولكن هذا الضغط لم يسفر عن تطبيق واسع لحل التنفيذ المشترك.

معايير دولية

وما بين عامى 2003 و 2004، أصدرت منظمة: “مشروع الشراكة المعيارية للنطاق العريض المتنقل”  3GPP معايير مشاركة شبكات الجيل الثالث، وحددت من خلاله معايير بث معلومات النظام، واختيار الشبكة والوظائف الأساسية الأخرى، بالإضافة إلى متطلبات مشاركة الشبكة للمستخدم، والمعدات، والمحطات القاعدية والشبكات الأساسية، وغيرها من المواصفات كبروتوكولات الواجهة ذات الصلة والمتطلبات الأخرى لمشاركة الشبكة. وفى الإصدارين 8 و 10، قدمت نفس المنظمة مواصفات مشاركة شبكات الجيلين الثانى والرابع على التوالى. وفى الإصدار 15 والإصدارات الأحدث حددت معايير مشاركة شبكات الجيل الخامس من حيث معماريات الشبكة، وغيرها. وفى الإصدار 17 تمت إضافة إدارة جديدة خاصة بالمشغلين للموارد المشتركة. وفى الإصدار 18 تم إجراء مزيد من البحث حول البناء المشترك للشبكة وبنية إدارة المشاركة، وتم توضيح متطلبات إدارة التشغيل والصيانة بشكل أفضل.

الفائدة المشتركة

لقد أتاح تنفيذ حل الشبكة المشتركة للشركتين الصينيتين نشر نحو 1 مليون محطة قاعدية بحلول ديسمبر الماضى، وهو ما يمثل أكثر من 40 ٪ من جميع محطات الجيل الخامس الأساسية حول العالم، مما أدى إلى توفير أكثر من 40 مليار دولار أمريكى فى إنشاء الشبكة، وخفض تكاليف عمليات الشبكة بمقدار 4 مليارات دولار أمريكى، وخفض استخدام الكهرباء بأكثر من 10 مليارات كيلوواط ساعة، وتقليل انبعاثات الكربون بمقدار 10 ملايين طن كل سنة، وهو ما يؤكد بوضوح أن تنفيذ حل الشبكة المشتركة يمكن أن يعود بالفائدة المشتركة على مختلف الأطراف فى صناعة الاتصالات وبخدم فى نفس الوقت عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات التى تنتشر فيها شبكات الجيل الخامس.

التعليقات متوقفه