عام على عملية روسيا العسكرية: حقائق جديدة يكشفها مسئولون غربيون تظهر تململ الغرب

مقدم برامج أمريكي: ندفع المليارات لدعم أكثر أنظمة العالم فسادًا فى أوكرانيا

3

طيار فرنسي يحذر الغرب: لم يولد بعد من يستطيع هزيمة روسيا ويمكن لبوتين كسب الحرب فى الوقت الذى يريد

صحفي أمريكي يكشف وقت بدء عملية روسيا كان لدى أوكرانيا 3000 دبابة أين ذهبت؟!

الضجة حول الدبابات الألمانية الهدف منها التغطية على الذكرى 80 لهزيمة الجيش الألمانى فى ستالينجراد

فى الربع والعشرين من فبراير الجارى يكون قد مر عام على بدء العملية العسكرية فى أوكرانيا والتى حدد لها الرئيس بوتين عدة أهداف على رأسها حماية سكان منطقة الدونباس فى شرق أوكرانيا، والذين اختاروا الانضمام لروسيا مع منطقتين أخريين هما زابوروجيا وخيرسون، وفى إطار العملية العسكرية الروسية كشف مقال للصحفى الأمريكى دانى هايفون أورد فيه مقولات هامة تعبر عن موقف الغرب الحقيقي من دعم أوكرانيا، وقال إنه عندما بدأت روسيا العملية العسكرية كان لدى أوكرانيا حوالى 3000 دبابة، ماذا حدث لهذه الدبابات حتى تطلب أوكرانيا 300 دبابة جديدة الآن من الممكن إرسالها خلال الفترة القليلة المقبلة، ويعلق الكاتب على المطالب الأوكرانية بقوله، أسمع ضجيجاً ولا أرى طحيناً. وأضاف الكاتب أن الحديث عن انتصار أوكرانيا القريب لم يتوقف منذ بدء العملية الروسية، ويضيف يبدو أننا نسينا دروس التاريخ.

دروس التاريخ

ويعود الكاتب إلى دروس التاريخ ويتذكر، وكأن الشيء بالشيء يذكر، خاصة أن هذا العام تمر 80 عاما على معركة ستالينجراد، ويقول إن الغرب وألمانيا على وجه الخصوص تريد مسح هزيمة الجيش الألمانى السادس من الذاكرة الجمعية للشعب الروسى كانتصار، والشعب الألمانى كهزيمة ساحقة، عندما استسلم المارشال الألمانى باولوس على أعتاب ستالينجراد ووقع فى الأسر هو وجنوده وضباطه (300 ألف جندى وضابط ألماني)، حينها حاول هتلر القيام بهجوم كاسح على مقاطعة كورسك السوفيتية، حيث نشبت أكبر معركة دبابات فى تاريخ البشرية، ولهذا (لكورسك) الغرض حشد الجيش الألمانى 900 ألف جندى وضابط وخمسين كتيبة منها 20 كتيبة دبابات عدد الدبابات فيها بلغ 2700 دبابة و10 آلاف مدفع و2000 طائرة، كل هذا تم تدميره بواسطة الدبابات الروسية من طراز تى ـ 34 و20 ألف مدفع و2 مليون جندى روسى بقيادة المارشال الروسى الأسطورة جيورجى جوكوف، وهكذا أصبحت ستالينجرد وكورسك ضمان هزيمة ساحقة لهتلر عام 1943 ودقت المسمار قبل الأخير فى نعش الرايخ الثالث.

ويعود الكاتب إلى ما يعتبره الغرب الإنجاز الأهم فى الحرب العالمية الثانية، ويشير إلى عملية الإنزال فى نورماندى فى يونيو عام 1944، وهى كما يقول وإن كان لها أثر فى عملية دعم قوات الحلفاء، لكنها لم تلعب أى دور فى تدمير قوات هتلر، ولهذا كما يقول الكاتب الأمريكى، أقول لمن يعلن اليوم عن إمكانية الانتصار على الجيش الروسى فى أوكرانيا عليهم الذهاب إلى طبيب نفسي.

أرض محروقة

عدد كبير من المغفلين يريدون تحويل روسيا إلى أرض محروقة، ويقسموا أنهم لا يحاربون الشعب الروسى، عشرات المليارات من الدولارات أنفقت على تكديس السلاح فى أوكرانيا، وهو ما جعل الدول الغربية واقعياً منخرطة إلى جانب أحد طرفى النزاع، وفى نفس الوقت يحاولون إقناعنا بأنهم لم يعلنوا الحرب على موسكو بأي حال من الأحوال. ويقول الأمريكى إنه ينتظر بفارغ الصبر الوقت الذى سينزل فيه بوتين هؤلاء المخبولين من أوهامهم إلى أرض الواقع. ومع ذلك ما زالوا يهذون ولا يكفون عن الحدوتة الخيالية عن الهزيمة الروسية القريبة حتى الآن.

ويورد الكاتب بعض الأمثلة ومنها أن أعلن برونو ليمير، وهو معروف ببذخه الشديد، ويقطن شارع بيرسى (حيث توجد وزارة الاقتصاد والمالية الفرنسية) والذى أعلن أن 24 فبراير 2022 (يوم بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا) قد حطم الاقتصاد الروسى، وهو لم يفهم حتى الآن لماذا أفلست فرنسا والاقتصاد الروسى حتى الآن يقف على قدميه بشكل جيد. فقد استبدلت روسيا السلع الغربية بنظيرتها من آسيا، والمغفلون فى هذه الحالية اتضح أنهم الأوروبيون. ولنفهم المأزق الأوروبى والذين حتى لا يفهمون ما يقولون، عندما نشاهد رئيس ليتوانيا يقول إن على الغرب تخطى الخطوط الحمراء ويمنح أوكرانيا طائرات قاذفة مقاتلة، وصواريخ أبعد مدى من الموجودة لدى كييف.

بريطانيا والحرب

أما فى بريطانيا فما زالوا يطبلون ويقولون “يجب تشكيل تحالف من دول الناتو لهؤلاء الذين يريدون إرسال قوات إلى أوكرانيا، جاء هذا على لسان جيرالد خوفارد نائب وزير الدفاع البريطاني السابق. وهنا يقول الكاتب أنه لو وطأت أقدام هذه القوات الأرض الأوكرانية كما حدث فى أفغانستان، فإن الأمر سيكون فظيعًا لهذه القوات الغربية، ولا أتصور يقول الكاتب أن يكون هناك جندى فرنسي واحد يريد الموت من أجل زيلينسكى وأكثر الدول فساداً فى العالم وهى أوكرانيا. لكن وفق الكاتب تعتبر بولندا هى الأكثر حماساً، ويستشهد الكاتب برأي عضو البرلمان الأوروبى عن بولندا أنا فوتيجا التى قالت “إن روسيا تمثل خطرًا ويجب تدميرها نهائياً”  “يجب ألا تبقى روسيا فى حدودها الحالية وانهيار الإمبراطورية العدوانية سيكون له فوائد جمة لدول آسيا وأوروبا الديمقراطية” واعتبرت النائبة البولندية إنه ليس من العدل وجود هذه الثروات الهائلة، التى توجد فى روسيا كثيرة ويستأثر بها شعب واحد يجب عليهم (الأوروبيين) السيطرة عليها. واقترحت النائبة على دول الغرب إقامة عدد من الدول “حرة” و “مستقلة” على الأراضى الروسية، ويكون أساسها السكان الأصليين (من المعروف أن روسيا تتكون من أكثر من 150 قومية)، واقترحت النائبة على الغرب القيام بعملية تفكيك للدولة الروسية إلى دويلات تحت إشراف دول الغرب، وتقاسم ثرواتها، لا يعرف كثيرون أن روسيا فى السابق أخفت بولندا من خريطة العالم لمدة غير قليلة من الزمن، وهناك بالطبع غرب أوكرانيا البولندى والذى اقتطعته روسيا منها بموجب اتفاق مولوتوف روبنتروب، الأزمة مع بولندا لها جذور تاريخية.

ويعرج الكاتب على موقف ألمانيا ويستشهد بتصريحات للمستشار الألمانى أولاف شولتز، والتى قال فيها إنه “شرط لأى مباحثات سلام هو انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا”، والرئيس الفرنسي كذلك وضع الكوبليه الخاص به في جوقة الانتصار، وفق الكاتب الأمريكى ووعد بتزويد أوكرانيا بمزيد من المدفعية من طراز “سيزار”.

والنائب الأمريكى الجمهوري فى الكونجرس مارجورى تيلور جرين، تحدث عن ورطة بلاده فى المسألة الأوكرانية وقال “إنه جنون شمل الجميع، وينقل عن الأمريكيين الذين أشعلوا الحرب، أنهم لكي يستطيعوا الدفاع عن أوكرانيا، على أوكرانيا أن تجتاح القرم وتسترده من روسيا وكل هذا تحت قيادة الولايات المتحدة تمويلاً ودعماً عسكرياً ومالياً واقتصادياً، وهذا يعتبر فقدانا كاملا للعقل”. أما مقدم البرامج الأمريكى تاكر كارلسون فقال “طالما يوجد هناك من يطوف بشوارعنا من رجال الدعاية قارعاً طبول الحرب، ستستمر حكوماتنا فى إرسال المليارات لأكثر الأنظمة فساداً فى العالم (يقصد النظام الأوكرانى).

الغرب والواقع

هذه أمثلة فقط تظهر أن المواطنين فى الغرب لا يفهمون الواقع على الإطلاق ولا يدركون المخاطر، ويعيشون فى الأوهام ومستمرون فى نشر الدعاية المضللة. لم يولد بعد من ينتصر على روسيا، والرئيس بوتين سيكسب الحرب عندما يقرر هو ذلك، أنا لا أعتقد أن المواطنين الغربيين على استعداد للتضحية بأنفسهم من أجل زيلينسكى، ولو أصبح السلاح النووى هو الرد الوحيد المتبقى للدفاع عن مصالح روسيا الحيوية سيستخدمه الرئيس الروسى، هذا رأى السيد جاك جاييمان محلل الشئون الجيوسياسية فى دورية “ريبوست لاكيو” ومقدم طيار فرنسي متقاعد.

واضح من هذه الأقوال أن الغرب بدأ يقلق من الأحوال الاقتصادية المتدنية ولا يرى -على مستوى المواطن العادي- جدوى من دعم أوكرانيا والتضحية برفاهيته- على مقدم البرامج الأمريكى تاكر كارلسون ـ لدعم أكثر الأنظمة فسادًا فى العالم، وأزيدكم من الشعر بيتًا، لكم أن تتخيلوا فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها بلاده، نائب وزير الدفاع الأوكرانى يسرق من طعام الجنود، فقد كان يورد البيض للجيش بالوزن، نعم تمت إقالته، لكن من يجرؤ فى مثل هذه الظروف على فعل ذلك، أو النائب العام الأوكرانى الذى سافر للاستجمام فى أسبانيا على حساب بعض المليارديرات الروس، نعم أوكرانيا مستنقع فساد، وهذا كان السبب الرئيسي فى عدم ضمها للناتو والاتحاد الأوروبى منذ أواخر التسعينيات، ووقوف الغرب معها ليس حباً فيها بقدر ما هو تحدٍ للقيادة الروسية والرئيس بوتين فقط، أما فيما يتعلق بأوكرانيا فهى لن تمثل للغرب والاتحاد الأوروبى سوى عبء إضافي.

أنظمة أوروبا والانتخابات

على أى حال الأنظمة الحالية فى أوروبا مرشحة للسقوط فى أول انتخابات قادمة، وحتى فى الولايات المتحدة إذا فاز بالانتخابات القادمة رئيس جمهوري فإنه سيتخلى عن أوكرانيا ويبحث عن حل سلمى فى أوكرانيا، وهذا ما يراهن عليه الرئيس بوتين وهو يسعى لإطالة أمد الحرب لهذا الغرض. لكن إذا طالت الأمور أكثر من اللازم فلا شك أن عملية التقسيم لأوكرانيا ستحدث بلا شك بين روسيا والاتحاد الأوروبى وقد تستعيد بعض الدول ما أخذ منها من أراضٍ فى السابق مثل المجر وبولندا، وقد يحدث السيناريو الألمانى أو الكورى، الغرب قد يرضى بذلك. ما قلته بشأن التقسيم قد يحدث وهو أحد الاحتمالات لإنهاء النزاع، لكن كما قلت فى سياق آخر هذا النزاع لا يقبل القسمة على اثنين، وهذا واضح من مواقف الأطراف، ويبدو أن تطور وسائل الإعلام تمنع وجود سيناريوهات “كيسنجرية” على غرار فيتنام والشرق الأوسط، لأن الأمور ستكون مكشوفة للجميع وقد تؤدى إلى حرب أهلية داخل أوكرانيا نفسها وفى قلب أوروبا، لأن القوميين الأوكران لن يقبلوا بحلول “كيسنجرية” وأذكر ردود الأفعال الأوكرانية على مقترحات كيسنجر فى دافوس، لكن لا شك فى أن الغرب بدأ بتململ، وروسيا بمنظومتها صامدة اقتصادياً ومتماسكة داخلياً والرئيس بوتين شعبيته ما زالت كبيرة حتى الآن، وضعف شعبيته وانهيار الداخل الروسى كان هدف العقوبات ورهان الغرب لكسب النزاع، لكن هذا لم يحدث ولا ينتظر فى القريب المنظور.

ويتوقع بعض الخبراء أن توسع روسيا من خط المواجهة أمام القوات الأوكرانية بمحاولة السيطرة على خار كيف وسومى، وهما مقاطعتان فى الشمالى الشرقي الأوكرانى، والهدف هو تفتيت القوات الأوكرانية وإطالة خط المواجهة أمامها ومن ثم تستطيع القوات الروسية تحقيق السيطرة على الجنوب والشرق، فى الجنوب ضمان خط برى يربطها بالقرم والشرق حيث الدونباس، الذى جاءت روسيا للدفاع عن سكانه الناطقين بالروسية والذى انضم لروسيا بمقتضى استفتاء أجرى فى سبتمبر الماضى.

التعليقات متوقفه