سقطت حكومة “دياب” على وقع الشارع اللبنانى الغاضب

رئيس الحكومة المستقيل: انفجار مرفأ بيروت نتيجة الفساد المزمن في الدولة والإدارة

138

الشارع اللبنانى: الاستقالة يجب أن يتبعها تغيير جذري في النظام السياسي على الفور

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب، استقالة حكومته بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت التي أودت بحياة 200 مواطن وإصابة 6 آلاف وتشريد أكثر من 300 ألف، بالإضافة إلى الخسائر الجسيمة التي لحقت ببيروت.
سقطت حكومة دياب على وقع الشارع الغاضب الذي رفضها منذ تشكيلها، بعد أشهر من معارضة سياساتها وانتقاد طريقة إدارتها لمختلف القضايا.
الشارع اللبنانى لم يهدأ بعد الاستقالة، وأكد المحتجون “هذه الاستقالة يجب أن يتبعها تغيير جذري في النظام السياسي على الفور”. ومحاكمة المسئولين عن الانفجار، وعلق المتظاهرون المشانق في ساحة الشهداء تعبيرا عن رفضهم للطبقة الحاكمة المسئولة عن الانفجار.
“دياب” قال إن “الكارثة التي ضربت اللبنانيين حدثت نتيجة الفساد المزمن في الدولة والإدارة”، متهما الطبقة السياسية بالمتاجرة بدماء المواطنين. وقال محذرا: “لبنان في خطر والفساد مستشر بداخله”، ودعا إلى “محاكمة الفاسدين والمسؤولين عن انفجار المرفأ” واصفا إياه بـ “كارثة حلت بلبنان”.
كان “دياب” قد وعد بتقديم تقرير مفصل عن انفجار مرفأ بيروت خلال خمسة أيام من وقوع الانفجار، لكنه لم يصدر التقرير الذي وعد به.
وكان من المقرر أن يناقش مجلس النواب اللبناني انفجار بيروت الخميس المقبل، وبحسب تصريحات رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري: فإن “جلسات مفتوحة للمجلس النيابي اعتبارا من الخميس لمناقشة الحكومة على الجريمة المتمادية التي لحقت بالعاصمة”. وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن قرارا سابقا اتخذ بإسقاط الحكومة في البرلمان.
أوضح “دياب”، في بيان الاستقالة أن “منظومة الفساد متجذرة في كل مفاصل الدولة، لكنني اكتشفت أن منظومة الفساد أكبر من الدولة، وأن الدولة مكبلة بهذه المنظومة ولا تستطيع مواجهتها أو التخلص منها”.
وأضاف “اليوم نحن أمام مأساة كبرى وكان يفترض من كل المصالح أن تتعاون لتجاوز هذه المحنة، لكن البعض لا يهمه سوى تسجيل النقاط السياسية والخطابات الشعبوية وهدم ما بقي من مظاهر الدولة”. وتابع “بعد أسابيع على تشكيل الحكومة حاولوا رمي موبقاتهم عليها وتحميلها مسؤولية الانهيار، فعلا لي استحوا ماتوا”.
وأضاف الحكومة حملت مطلب اللبنانيين بالتغيير “لكن بيننا وبين التغيير جدارا سميكا جدا تحميه طبقة تقاوم بكل الأساليب من أجل الاحتفاظ بمكاسبها ومواقعها وقدرتها على التحكم بالدولة”.
وقبل الرئيس اللبناني ميشال عون استقالة حكومة دياب، وطلب منها الاستمرار بتصريف الأعمال لحين تشكل حكومة جديدة.
انتخابات مبكرة
ودعا رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، مشيرا إلى أن استقالة الحكومة الحالية غير كافية لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد، في أعقاب كارثة مرفأ بيروت التي فجرت الغضب إزاء الطبقة السياسية.
وقال في مؤتمر صحفي بالعاصمة اللبنانية إن الحكومة تمثل قشور المشكلة وليس لبها، مشيرا إلى أن الأكثرية النيابية التي يقودها حزب الله هي ما أوصلت لبنان إلى هذه الأزمة. وتابع: “الذين شلكوا هذه الحكومة قد يشكلون حكومة أخرى، طالما ظلت هذه المجموعة المسيرة على رأس السلطة.. لا نأمل خيرا”.
واعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية أن حل الأزمة في لبنان يتمثل في “تغيير الأكثرية بالبرلمان، وذلك عبر انتخابات مبكرة، بالقانون الانتخابي الحالي”، متحدثا عن أن تغيير القانون لن يحسّن الأمر. وأكد الحديث عن تشكيل حكومة جديدة في لبنان مضيعة للوقت في ظل البرلمان الحالي.
مسلسل استقالات
ومنذ الانفجار، شهد لبنان سلسلة من الاستقالات من وزراء ونواب، لكن وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي علق قائلا إن “الاستقالة كان يمكن أن تحصل لحظة وقوع الكارثة، وكانت حتمية وقتها لكن بعد مرور هذا الوقت الاستقالة اليوم تعني الهروب من المسؤولية”.
فبالعودة زمنياً إلى الوراء بضعة شهور, نجد أن الانتفاضة الكبيرة التى تحركت فى وجه إضافة ضريبة دولار واحد على الخدمة المجانية ” الواتس آب”, أدت لاضطرابات عديدة نتج عنها تغيير الحكومة اللبنانية وتولى “حسان دياب” تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة, وذلك وسط تحديات اقتصادية عظيمة, وظلت الاضرابات والمواجهات العنيفة ما بين المتظاهرين وقوات الشرطة والجيش, لكن الآن تتعالى أصوات الجماهير اللبنانية بتغيير النظام بأكمله, وليس سياساته, وهناك نبرات لبنانية تدعو لتدخل أجنبى, خاصة من قبل فرنسا بعد زيارة الرئيس ماكرون والوعود الكثيرة التى قدمها للشعب اللبنانى, الذى يطمح فى الأمان والاستقرار والعيش الكريم التعايش المشترك.
حسان دياب
رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب حاصل على الدكتوراه في هندسة الكمبيوتر عام 1985. وشغل منصب نائب رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت للبرامج الخارجية الإقليمية، والعميد المؤسس لكلية الهندسة، والرئيس المؤسس بين عامي 2004-2006 في جامعة ظفار في سلطنة عمان. وعيّن وزيراً للتربية والتعليم ووزيرا للشؤون الاجتماعية بالوكالة في حكومة نجيب ميقاتي، في أعقاب سقوط حكومة سعد الحريري.
وفي 11 فبراير الماضي، شكل حكومة جديدة، واعتبرها بمثابة “فريق إنقاذ”. لتحل محل حكومة سعد الحريري، التي أجبرتها احتجاجات شعبية على الاستقالة في 29 أكتوبر 2019. وتضم ممثلين عن غالبية الأحزاب السياسية. وكان يفترض أن تكون هذه الحكومة تكنوقراطية تعمل على معالجة مشاكل اللبنانيين لا سيما الاقتصادية والمعيشية.

التعليقات متوقفه