عاطف مغاوري يكتب:للأشقاء فى تونس تحية واجبة وعتاب المحبة

150

بقلم:عاطف المغاورى
(وباءالصهيونيةاخطر من كل وباء)..من منطلق المحبة والاخوة العربية،والتداخل والترابط بين اقطار الوطن العربى شعوبا وحكومات بالرغم مماقديحدث من خلافات اونزاعات بين بلدان العالم العربى،فأنه لايمكن ان ينعزل المواطن العربى عمايدور فى بلد عربى من تطورات سياسية،واقتصادية،واجتماعية لما لها من انعكاسات على باقى الاقطار فى الامة العربية،وبخاصة اذا كان متسلحا بالطموح العربى لإحياء المشروع العربى الذى يكتسب مشروعيته من خلال مواجهته للمشاريع الاقليمية،والدولية الطامعة فى خيرات الامة والتى تستهدف الهيمنة على الامة العربية سواء تلك المشاريع المتمثلة فى التتريك،والتفريس،وفى القلب المشروع الصهيوامريكى،والضلع الرابع الذى يتمثل فى البعض من الذين يقبلون على انفسهم أن يكونوا خدما اوعملاء،اوصنائع لتلك المشاريع من ابناء اللسان العربى.)
ففى ظل التطورات السياسية التى عاشتها ومازالت تعيشها الامة العربية وفى القلب منها تونس الخضراء فيما أطلق عليه الربيع العربى،وكانت تونس اولى حلقاته بحلوها ومرها،وماآلت اليه الامور الآن.حيث ان المشهد الان فى تونس والذى تجسد فى وقفة اعضاء مجلس الشعب التونسى لمحاسبة رئيسه السيد/ راشد الغنوشى الذى لم ينسى انتمائه الى النهضة(الطبعة التونسية من الاخوان)،وذلك عندما ذهب وبشكل منفرد لزيارة اورودغان(السلطان العثمانى الجديد)،وهذا ليس ادعاء اوأفتراء على اوردغان ولكنه هو صاحب تعبير(ميراث اجدادى العثمانيين)،(وان كل ارض وطئتها اقدام اجداده هى ميراثه)،وتكررت المخالفة من قبل رئيس البرلمان التونسى(الاخوانى رئيس النهضة) وأحد المروجين والتابعين للمشروع الاخواتى الاوردغانى العثمانلى،عندما قام الغنوشى بالتواصل مع السراج فى الغرب الليبى مهنئا بالانتصارات التى حققتهاميليشاته بالدعم،والتدخل التركى فى الاقتتال الليبى،تحت ذريعة دعم ومساندة حكومة الوفاق(المعترف بهادوليا!!!؟؟) وذلك فى محيط طرابلس،وبحق الجيش الوطنى الليبى،وبعد توقيع اتفاقات بين الحكومة المعترف بهاسفاحا مع تركيالخلق موطأقدم وتواجدتركى على الاراضى الليبيةفكانت وقفة أعضاء مجلس الشعب التونسى لوقف هذا التردى فى الممارسة السياسية التى تشق خطواتها الاولى،والتى ينظمها الدستور التونسى بفصل السلطات،وتحديد الاختصاصات دون تجاوز،اوتعدى،وبذلك كانت مهمة أعضاء مجلس الشعب التونسى هى الدفاع عن الدستور،وأستراداد ماتم أغتصابه من صلاحيات السيد رئيس الجمهورية من قبل الغنوشى(رئيس مجلس الشعب).

والموقف الاخر الذى يستحق التحية والاشادة لأعضاء مجلس الشعب التونسى من التيارات الوطنية والديمقراطية الذين يتصدون بكل الشجاعة والشفافية للنهج الذى يسعى الى سلب تونس اغلى مانضالت من اجله ودفعت ثمنا غاليا لأسترداده ألاوهو السيادة التونسية،وأستقلال القرار التونسى منذ ان كانت تونس احد توابع السلطنة العثمانية غدرا،وفى مواجهة الاحتلال الفرنسى،هذا النهج الذى يطل يرأسه فى ارض تونس الخضراء ليعيد عقارب الساعة الى الوراء ليجعل من تونس ولاية من ولايات المشروع العثمانلى الاخوانى الاوردغانى بأعتبار الاخير خليفة المسلمين،والتحية الواجبة هى من حق اعضاء مجلس الشعب التونسى الذين ينتمون الى تونس وليس لغير تونس والذى ظهر بجلاء تحت قبة برلمان البلد الذى انجب ابوقاسم الشابى الذى منح كل أحرار العالم شعار الحرية،وانجب بيرم التونسى الذى اغنى النضال الوطنى فى وطنه الثانى بعد تونس مصر بكلماته ونضاله ضد الاستعمار والاستبداد،وأعطى المعنى الحقيقى للنضال المشترك لأبناء الامة العربية مهما أختلفت الساحات،والاعداء،وتونس التى انجبت الفنان العربى المبدع لطفى بوشناق الذى اعاد الالتزام للفنان العربى بقضايا أمته فى مواجهة الاحتراب،والاقتتال،وتجاسر الاعداء علىها،التحية الواجبة لمن تصدوا بكل المعانى الوطنية التونسية للمشهد المؤسف الاخير الذى شهدته قاعة مجلس الشعب التونسى عندما تجرأممثلى جماعة الاخوان(النهضةفى النسخة التونسية) صور محمد مرسى ومدون عليها(الذكرى الاولى للرئيس الشهيد!!)ممادفع نواب تونس الثورة الوطنية بالتصدى لهم.

ولهذا الفعل الذى لايتفق مع الاصول والاعراف البرلمانية،ولا الوطنية التونسية،وان هذا الفعل لايمت بأى صلة لمايعانى منه الشعب التونسى،ولاالذين ارتكبوا هذا الجرم انتخبوا من اجله،وهذه التحية لاتخصيص فيها،ولكن التحية الخاصة والمستحقة للمرأة التونسية التى ضربت اروع الامثلة فى الوفاء والتضحية فى شخص ابنة تونس المحامية الشجاعةعبير موسى رئيس الحزب الدستورى الحر التى واجهت بكل الشجاعة،والاباء تجاوزات ،وأرهاب الاخوان،وبالاسم ودون التخفى خلف السواتر من شعارات،ولافتات من النهضة..والعدالة والتنمية..والحرية والعدالة..والاصلاح..وماأتخذوا من مسميات،حيث ربطت بين تفشى نفوذ الاخوان،وعجز العدالة التونسية فى القصاص من قتلة الرموز السياسية التونسية وبخاصة من القوى اليسارية والديموقراطية ،بل أصبح خطر الارهاب الاخوانى يطارد كل رموز الحركة السياسية التونسية،وكل من يعترض طريق الجماعة،وهوماتتعرض له بالفعل عبير موسى وغيرها من أحرار تونس ،وبخاصة عندما تتجاوزالجماعة مرحلة التقية،والاستضعاف الى مرحلة التمكين،وبكل بجاحة يبررون فعلتهم بأن هناك من يرفع صور الحبيب بورقيبة الزعيم الوطنى التونسى ورائد الاستقلال!!فماعلاقة محمد مرسى بتونس وماهى نقطة الالتقاء معه ليرفعوا صوره تحت قبة البرلمان التونسى سوى انه احد ادوات التنظيم كما هم احد ادواته اى المعنى انهم يلتقون فى الدور الوظيفى لهم من قبل التنظيم الدولى والقوى الاستعمارية الحاضنة والداعمة للمشروع الاخوانى كوكيل اعمال،وغير نابع من النسيج الوطنى،ولايعنى لهم الوطن ألا قطعة ارض ينطلقون منها لتنفيذ مشروعهم.
واما الشق الثانى من رسالتى الى الاشقاء فى تونس العتاب على قدر العشم ،والمحبة،وصديقك من يصدقك القول ،حيث كنت أتمنى أن تحصل اللائحة التى تقدم بها عدد من نواب المجلس لمطالبة فرنسا بالاعتذار عن الحقبة الاستعمارية التى مارسها المستعمر الفرنسى على تونس شعبا،وارضا،وموارد ارتكبت فيها من الجرائم بحق تونس مايستوجب الاعتذار عنها للشعب التونسى كحق من الحقوق لفتح صفحة جديدة من العلاقات التونسية/الفرنسية خالية من الجراح ،والالام ،على موافقة المجلس ،حيث ان مشروع اللائحة رفض لعدم حصوله على الاصوات اللازمة لأقراره،حيث كان الاولى بغض النظر عن الاتفاق،والاختلاف بين القوى السياسية ان يتم التمهيد والتشاور،وتهيئة الاجواء لضمان الحصول على الاغلبية وأقراره ليصدر القرار بأغلبية ،وبأصطفاف وطنى تونسى بدلا من رفضه،خاصة أنه قدتم أجهاض مشروع القانون فى الوقت الذى شهدت العديد من المدن الامريكية،والاوروبية من مظاهرات،وحركات احتجاجية ضد العنصرية،ورفعوا من الشعارات التى تطالب بمحو كل الرموز التى تمجد الفترة الاستعمارية والعنصرية بل أسقطوا التماثيل والمنصات التى تمجد تجارة الرقيق،واستعبادالانسان لأخيه الانسان ورموز تلك الفترة،وهى ذات القوى،والرموز التى تولت التسويق والترويج لحملات النهب والاسنغلال لشعوب العالم الثالث تحت مسمى الاستعمار الذى كان فى حقيقته نهبا منظما،وقد كانت هذه الثورة العالمية لأسقاط العنصرية ورموزها والتى فجرها مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة ابيض فساهمت فى فتح الملف العنصرى من جديد.
وأننا على يقين بأن القصد من وراء المشروع وطنى،وكان يستهدف استرداد جزء من الحقوق التاريخية للشعب التونسى من المستعمر الفرنسى،وذلك من خلال أصدار قانون يطالب ذلك المستعمر بالاعتذار،ولكن الخطأ الذى حال دون صدوره،كان فى التقصير لتهيئة الاجواء بالتنسيق بين مختلف الفرقاء حتى لاينقلب الامر الى أهانة بدلا من استرداد الكرامة ويسجل التاريخ ان مجلس الشعب التونسى يرفض مطالبة المستعمر بالاعتذار للشعب التونسى عن الحقبة الاستعمارية،وهومايتطلب أعادة الكرة بعد تلافى كل نواحى القصور ،والعقبات الاجرائية التى تعوق اصدار هذا القانون الذى يجب ان يكون مشروعا عربيا،ودوليا لأستعادة جزء ممانهبه المستعمر فى كافة المستعمرات على مستوى العالم وضمن حركة دولية.
تحية مستحقة..وعتاب العشم للأشقاء فى تونس متمنيين التقدم والازدهار للشعب التونسى الذى يرفض ان يكون ضمن محور يعادى آمال وطموحات الامة العربية

التعليقات متوقفه